بيان صادر عن اتحاد لجان المرأة الفلسطينية بمناسبة الثامن من اذار”يوم المرأة العالمي”
تحيي نساء فلسطين والعالم اليوم العالمي للمرأة متطلعات الى مستقبل أفضل، يسوده السلام والأمن والحرية والمساواة، في هذا الزمن الذي تنتهك فيه ابسط حقوق البشر في الحياة، فلا زالت آلة الحرب تمعن قتلا وتشريدا وتدميرا، وذلك تجسيدا لفكرعنصري يدعي الحضارة أو يرتدي قناع الدين ، فمن ينجو من هجوم عسكري مباشر قد لا ينجو من استغلال اقتصادي أو اجتماعي او جنسي أو تقمع حريته ويمنع من ممارسة حقوق بأشكال متعددة، وقد ينكل بالبشر لمجرد اختلاف في رأي أو لون أو جنس، كل ذلك في ظل تصاعد موجات العنصرية والهمجية ضد الشعوب المستغلة وضد النساء.
فما ابشعها من اعوام تزدهر فيها اسواق النخاسة وتدمر فيها المتاحف والمكتبات ويهيمن فيها خطاب عنصري تمييزي وقح خاصه ضد النساء، ولكن بالمقابل لا زالت الشعوب والفقراء يرفعون راية الحرية والسيادةوتقرير المصير .إن المسيرات النسائية والجماهيرية التي عمت بقاع الارض في بداية هذا العام ، واستمرار شعبنا في مقاومته للاستعمار، واتساع دائرة فعل الحركات التحرريه وتزايد المواجهة مع القوى الظلامية في الوطن العربي ، تشكل مؤشرات تدعونا للتفاؤل بمستقبل افضل.
وفلسطينيا تواصل الفلسطينيات نضالهن الدؤوب مع باقي افراد الشعب في مواجهة متواصلة، متعددة الأوجه والساحات والمحاور ، مع الاحتلال الذي يزداد إجراما، متنكرا لحقوق الشعب الفلسطيني على أرضه، فمن حصارمتواصل على قطاع غزه يترافق بالإعتداءات العسكريه والإجتياحات، إلى سياسة تطهيرعرقي واضحة في الضفة ومركزها القدس، إلى عمليات القتل والتنكيل والاعتقال والاحتجاز ونهب الموارد الطبيعيه وتقطيع الأوصال والعديد العديد من العقوبات الجماعية والجرائم، يواصل شعبنا تصديه لكل ذلك متمسكا بحقوقه الثابتة غير القابلة للتصرف والمتمثلة بحق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
إنّ المرأة الفلسطينية وهي تواصل نضالها التحرري من الإستعمار مكرسة تضامنها العالمي مع جميع مناضلي ومناضلات الحرية في العالم، تؤكد على حق الشعوب في تقرير مصيرها والسيطرة على مواردها ومقاومة كافة أشكال الاستغلال والإستعمار.
اننا في اتحاد لجان المرأة الفلسطينيه ونحن نحيي يوم المرأةالعالمي نؤكد على حقوق البشر رجالا ونساء في المساواة التامة والحياة الامنة والكرامة. ومن فلسطين التي لايزال الانقسام يهدد مستقبلنا وينغص حياتنا، نرسل برسالة وحدة وطنية حقيقيّة تقوم على أساس تطبيق ما تم التوافق عليه على المستوى الوطني بما يضمن إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينيه من خلال تنفيذ قرار اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني بعقد دورة توحيدية لهذ المجلس مما يتيح المجال لإنتخابات شامله لضمان مزيد من الشراكه واستيعاب المستجدات على كافة الأصعدة، كما يجب العمل على التوصل لإستراتيجية موحدة لمقاومة الإحتلال. وفي هذا السياق ندعو نساء فلسطين إلى المزيد من المشاركه والفعاليه في النضال الوطني في كافة الميادين دفاعا عن أرضنا وهويتنا وحقوقنا، وإلى بذل المزيد في تعزيز صمود شعبنا من خلال تكريس إقتصاد صمود قائم بالحمايه الشعبيه لمقدرات الشعب الفلسطيني، ومقاطعة اقتصاد الاحتلال في الوقت الذي يجب ان تتصاعد فيه أشكال المقاطعه للاحتلال، والتصدي لكافة اشكال التطبيع.
وبمناسبة الثامن من اذار نؤكد على ضرورة الإلتزام الجدي بالاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها دولة فلسطين من خلال إعادة صياغة القوانين الفلسطينيه بما بنسجم مع هذه الاتفاقيات وخاصه اتفاقية سيداو والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمرأة بحيث تكون منظومة قوانين عصرية تحمي الحقوق والحريات وتخلو من كافة أشكال التمييز، بما يعنيه ذلك من التزام عملي يتوفير البيئة التشريعية والاجتماعية لضمان التغيير الايجابي.
يأتي الثامن من اذار هذا العام وشعبنا في الضفه يبدأ تحضيراته لانتخابات المجالس المحليه ،التي كنا نتمنى ان تجرى بالتزامن مع محافظات قطاع غزه ولكن وبالرغم من ذلك فاننا ندعو النساء الى المشاركة الفاعلة في هذه الإنتخابات في الوقت الذي نطالب فيه القوى والأحزاب بالالتزام بقرار المجلس المركزي والتعهدات التي تم توقيعها من قبلهم بأن يكون تمثيل النساء 30% كحد ادنى.
وفي النهايه نؤكد على مايلي:
11. ضرورة التزام المجتمع الدولي باحقاق حقوقنا الوطنية المشروعة على أرضنا والالتزام بمساءلة ومحاسبة الاحتلال وقادته على الجرائم المرتكبة بحق شعبنا.
22. تعزيز التضامن بين نساء فلسطين المناضلات من أجل حريتهنّ وجميع مناضلات العالم من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة.
33. ضرورة العمل على إنهاء سياسة الحصار والعزل في فلسطين بانهاء الحصار المفروض على قطاع غزة وهدم جدار الفصل العنصري وتفكيك المستوطنات.
44. تفعيل الحملات المدافعة عن حقوق شعبنا وخاصة حملة المقاطعة لإسرائيل، وحملات الافراج عن الأسرى وحملات مناهضة الجدار والإستيطان وحملة تكريس الهوية الفلسطينية خاصة في القدس.
5. ضرورة تفعيل التنسيق النسوي والإئتلافات النسوية والحقوقية الهادفة للدفاع عن الحقوق المتساويه للنساء الفلسطينيات.
66. الوفاء للشهيدات والشهداء، للأسرى والأسيرات والالتزام بالحفاظ على القضية التي ضحّوا و ضحّين من أجلها.
المجد للشهداء والشهيدات والحريه للأسرى والأسيرات
سنبقى مناضلات من أجل عودة اللاجئين وحرية فلسطين واستقلالها
إتحاد لجان المرأه الفلسطينيه
8 اذار 2017