خلال مؤتمر نظمه اتحاد لجان المرأة ..مطالبات باشراك النساء في ملفي المفاوضات والمصالحة لتعزيز المشاركة السياسية لهن.
طالبت مشاركات ومشاركون في مؤتمر نظمه اتحاد لجان المرأة الفلسطينية أمس بإشراك النساء في ملفي المفاوضات والمصالحة الوطنية وفي اللجان المنبثقة عنها كافة كحق طبيعي من حقوق النساء.
كما طالب المشاركون في
المؤتمر غزة بأهمية ان تتخلى القيادات النسوية الحزبية عن مواقعها لصالح الأجيال
الشابة مع العمل على تدريب هذه القيادات ودفعها للانخراط في العمل السياسي إضافة
الى تشديد بنية الأطر النسوية الحزبية لما يخدم المشاركة السياسية للمرأة في مواقع
صنع القرار للأحزاب.
وشدد المشاركون على أهمية ضمان مشاركة النساء في مراكز صنع القرارات المتعلقة
بمنظمة التحرير والتمثيل الدبلوماسي والسلطات الثلاث والأحزاب السياسية عبر إقرار
نظام كوتا بنسبة 30% كحد أدني.
جاء ذلك خلال مؤتمر” إنجازات رغم التحديات ” الذي نظمه اتحاد لجان المرأة الفلسطينية ضمن مشروع النساء والمشاركة السياسية بالشراكة مع المساعدات الشعبية النرويجية NPA والذي يهدف الى تعزيز دور المرأة في الحياة السياسية لرفع مستوى الوعي لديها وتمكينها للوصول لمراكز صنع القرار في الأحزاب السياسية الفلسطينية.
كما أوضحت تغريد جمعة المدير التنفيذي للاتحاد في كلمة لها ان هذا المؤتمر اختتام لمرحلة استمرت لسنوات في العمل مع النساء من خلال مشروع “النساء والمشاركة السياسية” والذي يهدف الي تفعيل وزيادة نسبة النساء في الحقل السياسي.
وأكدت جمعة أن المشروع يأتي انسجاما مع توجهات الاتحاد الذي يناضل من أجل الوصول الي مجتمع متساوي خال من كافة أشكال التمييز ضد النساء سواء في الحقل السياسي أو الاقتصادي أو الحقوقي وكان هذا المشروع جزءا من عمل الاتحاد للوصول الي غاية الاتحاد
وتابعت:” أن الشركاء قدموا كل الدعم وفق أجندة هذه الفئات وليس وفق اجندات مشروطة ولم يتدخلوا يوما في تغيير توجهات هذه الفئات أو التأثير في عملهن حيث قدموا نموذجا لشركاء غايتهم تسهيل ودعم عملنا كفلسطينيين قبل أن يكونوا ممولين”.
ولفتت جمعة انه رغم كل المعيقات والتحديات التي قد تواجهها النساء الا أن التجربة أثبتت قدرة النساء على النجاح وتقديم تجارب مميزة منوهة إلى ان الجهود مستمرة حتى الوصول الى مجتمع تسوده العدالة والمساواة بعيد عن كافة أشكال التمييز.
من جهة أخرى تحدث عمر المجدلاوي مدير البرامج في فلسطين للمساعدات الشعبية في كلمه له في المؤتمر:” يعتبر اتحاد لجان المرأة الفلسطينية من اهم الشركاء للمساعدات الشعبية النرويجية لعمله الدائم على وجود المرأة في مواقع صنع القرار الذي يخدم المجتمع في جميع قضاياه الى جانب دفاعها عن حقوقها والتسريع في إعطائها دور حقيقي في عملية التنمية للمجتمع بشكل عام”.
واعتبر المجدولاي استهداف المناطق الحدودية والمهمشة من اهم المحطات التي عمل عليها الاتحاد من خلال استهداف لهم بورش عمل توعوية ولقاءات حوارية ومبادرات مجتمعية إضافة الى حملات التضامن المستمرة مع الاسيرات والأسرى في سجون الاحتلال”.
وأكد المجدلاوي على جدوى تلك الأنشطة واستمراريتها الذي يهدف الي التغيير واقحام مكانة المرأة في العمل السياسي والحياة العامة عامة.
وفي الجلسة الاولى استعرضت الباحثة دنيا الامل إسماعيل دراسة” واقع المشاركة السياسية للمرأة “التي قام الاتحاد بإعدادها مشيرة إلى ان المشاركة السياسية للمرأة تتوقف على مقدار ما يتمتع به المجتمع من حرية وديمقراطية من الناحية السياسية، وعلى ما يمنحه المجتمع من حريات اجتماعية للمرأة لممارسة هذا الدور.
واستعرضت الباحثة اهم المعيقات والعراقيل التي تؤثر على تعزيز المشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية منها ضعف الأحزاب السياسية بشكل عام وعدم القناعة بمشاركة النساء الى جانب سيطرة الجيل الأول على التمثيل السياسي للنساء في الأحزاب وتغييب الجيل الثاني واختفاء الجيل الثالث مؤكدة ان الاحتلال هو المعيق الرئيس لاي تقدم في مجال الحياة العامة إضافة الي الانقسام الذي طال كل شيء بحياتنا.
واختتمت اسماعيل بالتوصيات العامة التي خرجت بها الدراسة وهي إنهاء الانقسام بشكل فوري وعاجل، استعادة المشروع الوطني نحو مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ودعم الوحدة الوطنية.
وفي الجلسة الثالثة التي استعرضت ثلاث تجارب نسوية ناجحة والتي ادارها الناشط سعيد عيسى تحدثت هدى عليان عضو المكتب السياسي لحزب فدا تجربتها في العمل السياسي متحدثة:” لقد بدأت حياتي بالعمل التطوعي والجماهيري من خلال التحاقها في اتحاد لجان العمل النسائي والجبهة الديمقراطية، وثم التحقت بالاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا).
وأشارت انه منذ العام 1981م وحتى عام 1987م تبوأت عدة مناصب في العمل الجماهيري من خلال الدوائر التي انبثقت عن اتحاد لجان العمل النسائي الفلسطيني مشيرة الى انها تلقت العديد من الدورات التدريبية لصقل شخصيتها وزيادة كفاءة عملها في العمل الجماهيري والسياسي.
وأضافت انه من اهم المراحل التي مرت بها هي عملها في مؤسسات المجتمع المدني ضمن مشاريع متعددة ومشاركتها بعدد من المؤتمرات على صعيد فلسطين.
وذكرت عليان انها شغلت عدة مناصب قيادية منها عضو مكتب سياسي، عضو لجنة مركزية، مسؤولة إطار اتحاد العمل النسوي الفلسطيني (فدا)، عضو في عدد من الائتلافات النسوية المدافعة عن قضايا وحقوق النساء.
في السياق نفسه استعرضت النقابية سميرة عبد العليم تجربتها قائلة:” كانت الحياة تستحق مني أن أعيشها وأخوضها وسط ظروف اجتماعية وسياسية واقتصادية طاحنة لكن نبتت عندي شجرة التحدي لمواجهة كل الصعاب للوصول الى ما اريد “.
وأشارت الى حاولت تحقيق ذاتها من خلال صقل شخصيتها بالالتحاق في العمل التطوعي لافتة الى ان النزول للميدان في ذلك الوقت سبب لها الكثير من المشاكل لكنها استمرت في مسيرتها النضالية والعمل النسوي.
وأضافت انها التحقت في العمل النقابي في أواخر التسعينات لتكن بداية محطة جديدة أكثر صلابة وعزيمة مبينة ان أكثر التحديات التي واجهتها في عملها النقابي هي نظرة المجتمع الدونية للمرأة التي تعمل بين أوساط الرجال.
وبينت انها حصلت على أفضل شخصية نقابية نسوية لعام 2017 في فلسطين كونها عضوة في نقابة الخدمات العامة مشيرة الى ان عملها النقابي لم يقتصر داخل فلسطين فقط بل امتد لخارج فلسطين لتكون منسقة وطنية للاتحاد الدولي للخدمات العامة منذ عام 2000.
في السياق نفسه استعرضت المصورة الصحفية سمر أبو العوف تجربتها في مهنة المتاعب قائلة:” اعمل منذ ما يقارب العشر سنوات في مجال التصوير الصحفي الذي يغلب عليه الطابع الذكوري بالدرجة الأولى”.
وزادت:” واجهت العديد من التحديات ابتداء من رغبتي في اكمال تعليمي بعد زواجي وانجابي ووصولا لالتحاقي بالإعلام وليس انتهاء بعملي الصحفي المستقل دون جهة معينة تراعاني”.
وأشارت الى انها في بداية عملها كانت تلجأ الى استعارة معدات التصوير من زملائها الصحفيين لعدم امتلاكها معدات مبينة انها اول كاميرا قامت بشرائها بالتقسيط تم كسرها اثناء تغطية احداث عدوان 2014.
ولفتت الى انها كانت تتعرض للكثير من الانتقادات والتعليقات الساخرة من زملائها والمحيط بسبب تواجدها الدائم في الميدان لتغطية الاحداث مبينة انها استطاعت من خلال تغطيتها للأحداث تنفيذ العديد من المعارض التي لاقت اقبالا كبيرا.
وأكدت أبو العوف انها استطاعت بإصرارها على النجاح المشاركة في معارض محلية ودولية مبينة انه الظروف والمعيقات ما هي الا حافزا للنجاح والوصول.