عهد التميمي.. حلمت بكرة القدم فركلت الاحتلال

عهد التميمي.. حلمت بكرة القدم فركلت الاحتلال

تقرير/ محمد النجار

“لو لم يكن هناك احتلال لاحترفت كرة القدم” هذه الجملة ربما التي تلخص حلم الفلسطينية عهد التميمي (16عاما) التي استيقظت منذ بواكير طفولتها على مشاهد جنود الاحتلال وهم يقمعون أبناء قريتها “النبي صالح” المحاطة بالمستوطنات.

اقتحم عشرات الجنود منزلها في القرية الواقعة غربي مدينة رام الله فجر أمس الثلاثاء، واقتادوها لمركز تحقيق في تجمع مستوطنات بنيامين شرقي رام الله.

وعندما ذهبت أمها ناريمان لمرافقتها كون ابنتها قاصرا تم اعتقالها هي الأخرى، وقررت محكمة عسكرية إسرائيلية تمديد اعتقالهما عشرة أيام بتهم مقاومة جنود الاحتلال.

أحلام الفتاة الشقراء صغيرة كعمرها الوردي، تحلم بأن تزور شاطئ البحر الذي تشاهده بأم عينيها من قريتها وتقول في فيديو يختصر حكايتها إنه يبعد عن البحر الأبيض المتوسط مسافة نصف ساعة بالسيارة.

عهد التميمي عرفت بمواجهتها المستمرة لجنود الاحتلال في قريتها النبي صالح (ناشطون)أحلام صغيرة

وتحلم أيضا بأن تزور مدينة نيويورك الأميركية حتى تتحدى الرئيس دونالد ترمب في عقر داره، بعد أن اعتبر القدس عاصمة إسرائيل.

وأحلامها بأن تسافر دون مضايقات، وألا يتم توقيفها وأفراد عائلتها لساعات على الحواجز الإسرائيلية كلما خرجوا من قريتهم، وحلمها الأكبر أن تستيقظ يوما على فلسطين بلا احتلال ولا مستوطنين اعتادوا أن يحضروا لعين الماء في قريتهم لسرقة الماء منها، تماما كما سرقوا منهم وطنا اسمه فلسطين.

عهد التميمي باتت توصف بأنها “أيقونة المقاومة الشعبية في فلسطين” فهي لا تستخدم أكثر من يديها في دفع الجنود، وقبضتها ترفع في وجوههم، وبات الكثيرون منهم يعرفونها، وتحتفظ في منزلها بمئات القنابل المسيلة للدموع والصوتية وغيرها من أدوات القمع التي يتفنن الاحتلال في استخدامها ضد المتظاهرين السلميين.

وعهد ابنة عائلة مقاومة بامتياز، والدها باسم التميمي اعتقل أكثر من عشر مرات منذ انتفاضة الحجارة عام 1987 وأمضى في سجون الاحتلال ما مجموعه خمسة أعوام، ووالدتها ناريمان التميمي اعتقلت ثلاث مرات، وشقيقها الأصغر محمد صاحب الصور الشهيرة التي يظهر فيها جندي إسرائيلي يجلس على رقبته قبل أن تتمكن العائلة من تخليصه.

المقاومة الشعبية

ويمكن وصف عائلة عهد بأنها “عائلة فلسطينية طبيعية” تختصر قصة بقية العائلات، فهي تمتهن المقاومة الشعبية ضد الاستيطان، وفيها الأسرى الذين اعتادوا الاعتقال، ولديهم قصص محزنة لشقيقة الأب التي استشهدت عام 1992 بعد أن قضت محكمة عسكرية إسرائيلية بسجن نجلها، لتسقط مغشيا عليها، وتنقل للعناية الحثيثة وتفارق الحياة بعدها بأيام.

وعلى غير ما يشاهده المرء في صفحات بنات جيلها، لا تحتوي صفحتها وحسابها على موقعي التواصل فيسبوك وتويتر على أي صور للفرح، بل إن كل صور عهد توثيق لمقاومتها للاحتلال، ووراء كل صورة حكاية ربما تلخص حكاية فلسطين.

لكن بعضا من فرح اللحظات المسروقة يظهر في بعض الصور، فتجد صورة لها مع ابتسامة بريئة وهي تحمل كرة قدم، وترتدي قميص الفريق الذي تشجعه أثناء مشاركتها في مقاومة جنود الاحتلال في قريتها.

عهد تسلمت جائزة “حنظلة للشجاعة” عام 2012 من قبل بلدية “باشاك شهير” في تركيا (وكالة الأناضول)جائزة حنظلة

حازت عهد على جائزة حنظلة للشجاعة قبل خمسة أعوام في تركيا، وقام الرئيس رجب طيب أردوغان بتكريمها مع عائلتها، كما مثلت فلسطين في ملتقيات عدة دولية ومحلية.