كلمة الاتحاد في مؤتمر جراح النساء
الحضور الكريم ,, السيدات و السادة كل باسمه و لقبه أسعد الله صباحكم جميعا
من المتعارف عليه في الكوارث و الحروب أن النساء هن الأكثر تعرضا للانتهاكات و الظلم حيث أنهن الفئة الأكثر تهميشا و قد أثبتت ذلك الاعتداءات المتكررة على غزة فقد تعرضت غزة لثلاث حروب متتالية خلال الست سنوات الأخيرة و التي راح ضحيتها الآلاف من الشهداء و الجرحى و كان النصيب الأكبر من هذه الضحايا هن النساء . و لكن تجلت الوحشية الإسرائيلية في العدوان الأخير على القطاع حيث استهدفت المنازل السكنية بشكل مباشر ودمرت على رؤوس ساكنيها.وتعرضت الآلاف من النساء لحالات من الرعب على المستوى النفسي و الجسدي و الاقتصادي هذا بالإضافة للانتهاكات الخطيرة التي تدفع المرأة الفلسطينية ثمناً كبيراً لها، وهي لازالت تتعرض في الوقت نفسه لتحمل أعباء الحفاظ على الأسرة داخل مراكز الإيواء.
حضورنا الكريم ,,,
نحن في اتحاد لجان المرأة الفلسطينية عملنا منذ سنوات على مشاريع متعددة كان من ضمنها مشروع النساء و المشاركة السياسية لإدراكنا أهمية موقع المرأة السياسي في صنع القرار و حماية النساء.
ففي المراحل الأولى للمشروع قمنا بمخاطبة الأحزاب السياسية (أحزاب منظمة التحرير) بترشيح عدد من القيادات النسوية ممن يتوقع ترشحهن لانتخابات المجالس المحلية في حال حدوثها للالتحاق بدورة تدريبية مختصة قمنا من خلالها بتطوير قدراتهن حول مواضيع الانتخابات و كيفية إعداد الحملات الانتخابية و قمنا بالتركيز على صورة المرأة في الإعلام و كيف تسوق المرأة لبرنامجها الانتخابي عبر وسائل الإعلام المختلفة .
حيث كنا نأمل بأن يشهد عام 2014 الكثبر من التطورات الايجابية في الساحة الفلسطينية من انهاء الانقسام و تحقيق المصالحة و التقدم بالمسيرة الديموقراطية والتي تتجلى صورها بإجراء العملية الانتخابية التي تضمن التداول السلمي للسلطة و ضخ دماء جديدة في الساحة الفلسطينية و في مراكز صنع القرار. و بين تلك الآمال أتت الرياح بما لا تشتهي السفن بسبب العدوان الأخير على القطاع مما دفع الاتحاد لتدوير نشاطه مساندة و دعما لشعبنا الفلسطيني ضمن خطة طوارئ للاتحاد.
حيث فتح الاتحاد كافة مقراته لإيواء ما استطاع من النازحين و النازحات , و بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المحلى و حاول الاتحاد جاهدا توفير المستلزمات الأساسية من مأكل و ملبس لهذه الأسر النازحة. و الجدير بالذكر سرعة الاستجابة لندائنا من قبل شركائنا في المساعدات الشعبية النرويجية NPA من خلال التمويل الطارئ لمشروع إغاثة المرأة و الطفل حيث قمنا بتوفير طرود اغاثية ل 300 أسرة نازحة في كل من (بيت حانون , الشجاعية , رفح ) .
و بعد انتهاء العدوان الهمجي على القطاع و ما خلفه من دمار وويلات و انشغال الرأي العام بقضايا إعادة الاعمار وحصر الأضرار و حكومة الوفاق و غيره من القضايا نسيت جراح النساء و ما تعرضت له من انتهاكات سواء فترة العدوان و ما نتج عنه, فاحتياجات النساء لم تتغير و لكن زادت الهموم و المتطلبات مما دفعنا للتعديل على خطة المشروع للتلائم مع معاناة النساء بعد العدوان. فقمنا بتنفيذ العديد من الزيارات المنزلية و لمراكز الايواء و المستشفيات لمؤازرة النساء و الاطلاع على أحوالهن.
كما بتوسيع نشاطات حملة مقاطعة البضائع الإسرائيلية من خلال سلسلة محاضرات حول أهمية مقاطعة البضائع الإسرائيلية استهدفت فئة الطلاب و الطالبات من جامعة غزة بفرعيها غزة و الشمال. كما و قمنا بحملات للتوعية بأهمية قرار 1325 لإدراكنا بأهمية تطبيق هذا القرار وفق وضعنا الفلسطيني لضمان حماية المرأة الفلسطينية.
و قمنا بتنفيذ سلسلة من الحملات النوعية أمام مراكز الإيواء للتضامن والضغط على الجهات المعنية بتوفير مساكن آمنة للنساء و الإسراع بعملية الاعمار و بالرغم مما واجهناه من صعوبات و ممانعة من الجهات المختصة إلا أننا صممنا على تنفيذ هذه الحملات . و تفاجئنا في إحدى المراكز بإحدى السيدات تردد “يرفضون وجودكن هنا …. لأن وجودكن سيفضح العديد من الملفات و الانتهاكات التي نتعرض لها ” .
لذا نجتمع هنا اليوم لنسلط الضوء على قضية غاية في الأهمية ألا و هي الانتهاكات التي تعرضت لها النساء فترة العدوان و ما نتج عنه و موقف القانون الدولي مما تعرضت له النساء و كيفية تعاطي المؤسسات النسوية و مؤسسات المجتمع المدني مع هذه الحالة .
شاكرين حضوركم
اتحاد لجان المرأة الفلسطينية
2014