في مؤتمر حول ” تداعيات الوضع الراهن على النساء في قطاع غزة ” واقع النساء في كافة الأصعدة في قطاع غزة كارثي
غزة -عقد اتحاد لجان المرأة الفلسطينية اليوم الخميس وبمناسبة الثامن من آذار مؤتمرا بعنوان ” تأثير الوضع الراهن على النساء في قطاع غزة ” واقع وحلول” جرى خلاله استعراض أوراق عمل تلقى الضوء على واقع مشاركة النساء في العمل السياسي وغيابها عن ملف المصالحة والواقع الاجتماعي والحقوقي للنساء بالإضافة إلى تداعيات الوضع الاقتصادي الراهن على النساء في قطاع غزة.
ويأتي هذا المؤتمر ضمن أنشطة مشروع النساء والمشاركة السياسية بالشراكة مع المساعدات الشعبية النرويجية NPA.
وافتتح المؤتمر بالسلام الوطني الفلسطيني ودقيقة صمت على ارواح شهداء الشعب الفلسطيني، ثم تلاها عرض فيلم لأنشطة الاتحاد الذي استعرض أنشطة وفعاليات مشروع النساء والمشاركة السياسية لعام 2017.
وأكدت اكتمال حمد مسؤولة الاتحاد في مدينة غزة في كلمة الاتحاد ان الوحدة الوطنية على أسس ديموقراطية هي الشرط الأساسي للإنجاز في مرحلة التحرر الوطني والديموقراطي التي يعيشها الشعب الفلسطيني مؤكدة على ضرورة العمل الجماعي المنظم الذي لا يسعى إلى تحقيق المساواة القانونية في المعاملة والحقوق وحسب، بل وإلى تغيير البنى والنظم الثقافية والاجتماعية الأبوية التي تسوّغ كل أشكال القمع والتمييز ضد المرأة.
ولفتت حمد إلى ان المكتسبات التي حققتها الحركة النسوية الفلسطينية مهددة بالتبديد بفعل عديد من العوامل، أبرزها تراجع المشروع الوطني بعد مغامرة أوسلو، وتراجع دور وتأثير القوى والأطر الديمقراطية واليسارية المساندة لحقوق النساء.
ودعت حمد إلى الموائمة التامة والكاملة للقوانين الفلسطينية مع الاتفاقيات الدولية وانهاء كافة اشكال التمييز السلبي ضد النساء.
وقدمت الدكتورة مريم أبو دقة عضو مكتب سياسي في الجبهة الشعبية ورقة عمل بعنوان “واقع مشاركة النساء في العمل السياسي وغيابها عن ملف المصالحة” أكدت فيها على أن المرأة متواجدة في كافة مراحل النضال الوطني بأشكال مختلفة ودورها كان متغير حسب ظروف المرحلة التي تعمل بها المرأة.
ولفتت أبو دقة إلى ان عمل المرأة المنظم انطلق عبر الأحزاب والقوى بشكل أكثر فعالية بانطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة كما كانت أحد أهم المرتكزات وأولى القواعد الأساسية لمنظمة التحرير الفلسطينية مع اتحاد الطلاب والمرأة.
وأكدت أبو دقة في ورقتها:” ان المرأة الفلسطينية لعبت دورا منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة حيث دخلت بشكل كبير في الأحزاب السياسية في ذلك الوقت وبتفاوت مبينة أن زخم المشاركة الفعالة للمرأة الفلسطينية كان في فترات النهوض الثوري و هذا شيء طبيعي و كان دورا هاما للمرأة في الجبهة الشعبية و اليسار بشكل عام حيث مشاركة المرأة حسب النظام الداخلي لا يفرق بينها و بين رفيقها الرجل بالمهمات ( مرحلة الكفاح المسلح – في غزة فترة جيفارا غزة في الأردن و لبنان و خطف الطائرات في القواعد العسكرية الي جانب الدور الهام لنشاطات المرأة في الفصائل الفلسطينية حركة فتح و غيرها رغم التباين و شاركت المرأة في العمل الكفاحي و الجماهيري و الاجتماعي و التنظيمي و النقابي و تعرض هذا الدور للصعود و الهبوط انطلاقا من الظروف و الجغرافيا .
ونوهت الي ان الانقسام السياسي كان سببا في تراجع على دورهن على مستوى الأحزاب والنظام السياسي الفلسطيني مؤكدة على دور الاتحاد العام والأطر والمراكز النسوية ومنظمات المجتمع المدني في اتفاق المصالحة الأخير وما يجب فعله في القادم من أجل تعزيز دور النساء في المشاركة في القرار السياسي الفلسطيني.
فيما تحدثت الباحثة في حقوق المرأة في المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في ورقتها حول الوضع الاجتماعي والقانوني للمرأة عن تزايد نسبة العنف ضد النساء في قطاع غزة بسبب تزايد الصعوبات في المعيشة التي تواجهها النساء حيث بينت الدراسات أن نسبة العنف العائلي في قطاع غزة حوالي 50%، مع ان النسبة الفعلية تتجاوز ذلك بكثير. هناك 50 حالة شكوى شهرية من النساء للشرطة في قطاع غزة خلال 2014. أكثر من 80% من هذه الشكاوى عنف أسرى، و5% فقط منها يتم تحويله إلى النيابة، والباقي يحول إلى القضاء العشائري والعائلي.
وبينت ان نسبة الزواج المبكر في قطاع غزة للعام 2016 أكثر من 37%، أكثر من 60% منهن يتعرضن للعنف العائلي لافتة إلى ان عدد حالات الطلاق لعام2016 كانت 3188، بزيادة قدرها 561 حالة طلاق عن عام 2015.
وتابعت شحادة:” قتلت أكثر من 80 امرأة في الضفة الغربية وقطاع غزة في السنوات الأربع الأخيرة على خلفية ما يسمى بالشرف في الأراضي الفلسطينية أي ان حوالي 100 امرأة على الأقل في قطاع غزة فقط قتلت على خلفية ما يسمى بالشرف خلال السنوات العشر الأخيرة”.
وطالبت شحادة في ورقتها كافة الكتاب والصحافيين والخبراء والدارسين أن يهتموا بأوضاع النساء، لتكوين رأي عام ضاغط باتجاه تحسين أوضاع المرأة التي تشكل نصف المجتمع بالإضافة إلى ضرورة ترشيد الخطاب الديني – لقد احتلت المرأة حيزا كبيرا من المساحات الفضائية المخصصة للدعوة والإرشاد في العقد الأخير، وأصبحت الفتاوى حول النساء تملأ الشاشات ولم يبق جزء منها إلا وتناولته الفتاوى بشكل يتعارض وكرامة المرأة
كما دعت إلى ضرورة الضغط باتجاه تغيير القوانين الحالية، خاصة فيما يتعلق بتأخير سن الزواج وحق التنقل والسفر وقيادة السيارة واعتماد نظام المحاصصة في البرلمانات والجهاز الحكومي، وحق الحضانة وتجنيس الأولاد وردع التحرش وإنزال أقصى العقوبات بمرتكبي جرائم التحرش والاعتداء والاغتصاب. كما يجب أن تشمل القوانين بنود التعويض والتأهيل.
وعلى صعيد تأثير الوضع الاقتصادي الراهن على المرأة الفلسطينية قال الدكتور سمير أبو مدللة أن الانهيار الاقتصادي في قطاع غزة قاب قوسين أو أدنى، حيث تباطؤ الإنتاج بنسبة 15% إضافة لمعدلات بطالة وفقر هي الأعلى عالمياً، إضافة لاعتماد قرابة 80% من الغزيين على المنح والمساعدات الخارجية، وعدم قدرة 93% منهم على الحصول على متطلبات الحياة الأساسية.
ونوه إلى معدلات البطالة هي الأعلى عالمياً في قطاع غزة وفقاً لتقارير دولية، وتشير التقارير أن هناك ارتفاعاً حاداً وكبيرا في أعداد الخريجين العاطلين عن العمل، حيث بلغ معدل البطالة عام 2016 قرابة41.7% مقابل 41.1% عام 2015، محققاً بذلك ارتفاعاً نسبته 1.5% لافتا إلى ان حوالي نصف الاناث 15 سنة فأكثر عاطلات عن العمل في فلسطين 47.4%معدل البطالة بين الاناث المشاركات في القوى العاملة مقابل 22.3% للذكور، و65.8% من النساء الشابات (15-29 سنة) عاطلات عن العمل، كما تصل معدلات البطالة بين النساء الحاصلات على 13 سنة دراسية فأكثر إلى 53.8% من مجموع هذه الفئة من النساء.
وبين أن حوالي 10.6% من الاسر الفلسطينية ترأسها نساء في العام 2017، بواقع 11.2% في الضفة الغربية و9.5% في قطاع غزة.
وطالبت أبو مدللة في ورقته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين مراجعة تصريحاتهم بتقليص عدد العاملين فيها والعمل على توفير الدعم اللازم لضمان استمرار العاملين فيها وبالأخص النساء مؤكدا على ضرورة المحافظة على تعليم الإناث في فلسطين كونها أماً وزوجة وأختاً، فهي ركن أساسي ورافعة في العائلة الفلسطينية.
ودعا إلى تمكين النساء العاملات وتحسين القوانين والتشريعات التي تكفل لهم العمل في بيئة سليمة تؤهلهم لخوض الحياة الاجتماعية والمهنية دون عوائق.
ومن الجدير ذكره أن المؤتمر شهد حضوراً كبيراً من المشاركين والمشاركات من مختلف فئات المجتمع المدني، ودار بين الاطراف المشاركة جولة نقاشات أثرت المؤتمر.