كلمة الاتحاد في العشاء التقشفي الذي نظم على شرف الثامن من آذار
الحضور الكريم، السيدات والسادة، أسعد الله أوقاتكم جميعا،
“في شهر اذار، في سنة الانتفاضة، قالت لنا الأرض أسرارها الدموية. في شهر اذار مرت أمام البنفسج والبندقية خمس بنات. وقفن على باب مدرسة ابتدائية، واشتعل مع الورد والزعتر البلدي. افتتحن نشيد التراب دخلن العناق النهائي”.
لقد ابدعت المرأة في الإخلاص لفلسطين الأرض، حينما رشت حبات عرقها التراب الطاهر وهي تفلح وهي تدرس وهي تعمل وهي تنافس الرجال فعلى هذه الأرض سيدة الأرض أم البدايات و أم النهايات ,كانت تسمى فلسطين. صارت تسمى فلسطين. سيدتي أستحق لأنك سيدتي , سيدتي . أستحق الحياة.
فى الثامن من آذار من كل عام تجتمع النساء من شتى أقطار العالم وخاصة في عالمنا العربي؛ يؤكدن ذواتهن ووجودهن حاملات هموم الحياة وهموم الوطن على اكتافهن
فاليوم هو يوم اعتزاز وفخر لجميع نساء العالم من اجل إعلاء صوت المرأة وتحقيق مكانتها الإنسانية في المجتمعات، ولا يخفى علينا اليوم أن هناك ملايين النساء يرزحن تحت وطأة الحرمان الشديد من ابسط حقوقهن الاساسية في الحياة ويعانين من العنف لا لشيء سوى انهن نساء،
وللمرأة الفلسطينية خصوصية، ففي الامس عانت ويلات الحروب التي شنتتها أشرس جيوش العالم و التي لم ترحم انسانيتها بل أودت بحياتها و حياة أطفالها و دمرت كل معالم الحياة فهي الان تتألم في مراكز الايواء و النزوح , تحلم بأبسط حقوقها ألا و هي العيش في مكان أمن لتحيا حياة كريمة………………..
وانتهى العدوان و كان نصيب المرأة الأكبر في مواجهة القهر والجور والحرمان، فهي ضحية تبعات الحرب من مشاكل نفسية و اجتماعية قاسية وهي الثكلى بالأحزان لفقدان أحبتها في الحروب طاحنة، وهي المناضلة من أجل تأمين لقمة العيش لها ولعائلتها خلال فترة الحصار الاقتصادي الكبير و الممنهج المفروض على القطاع .
ونحن هنا اليوم نحتفل لنحاول زرع البسمة والأمل في قلوب النساء وقلوبكم جميعا بالرغم من استمرار المعاناة، فهي تعاني من تحجيم دورها بالمجتمع، وكذلك من عدم الاستقرار الامني والسياسي الذي بات يهدد حياتها وحياة أسرها , الا أننا في اتحاد لجان المرأة الفلسطينية نسعى منذ سنواتنا الأولى الى تحقيق العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة استنادا الى الاعلان العالمي لحقوق الانسان وكل الاتفاقيات الدولية الخاصة بالقضاء على كافة اشكال التمييز ضد المرأة، فالمساواة هي حجر الاساس لكل مجتمع ديمقراطي يتوق الى العدالة الاجتماعية وحقوق الانسان.
فلا يمكن الحديث عن مجتمع حر انساني دون حرية النصف الاخر.
لقد قدمت المرأة الفلسطينية الكثير من التضحيات الكبيرة على كافة الصعد إلا أن حجم الاستحقاقات التي نالتها المرأة أقل بكثير مما قدمته من كفاح و عمل و صمود و هذا ما لحظناه من غياب و تهميش مقصود لتمثيل المرأة في في الخارطة السياسية بعد انتهاء العدوان و خاصة فيما يتعلق بالمصالحة و إعادة الأعمار.
فلازالت المرأة تناضل لانتزاع حقها في كافة المجالات ومن كافة الجهات ونحن هنا لا نستثنى أحدا فالجميع مسئول عما تواجهه النساء من صعوبات وإشكاليات تحول دون وصولها للمراكز العليا لصنع القرار.
ومن هنا فنحن نؤكد على التالي: –
– استمرار نضال النساء الفلسطينيات من أجل الحريه والإستقلال حتى تحقيق حقوقنا الوطنية المشروعة.
– ضرورة التصدي لكافة الجرائم والإنتهاكات التي تمارس من قبل الاحتلال ضد النساء الفلسطينيات.
– العمل الجاد من أجل وحدة وطنية حقيقية قائمة على استرتيجية وطنية موحدة في مواجهة الاحتلال وتعزيز صمود ونضال شعبنا و إعادة الاعتبار لوحدة شعبنا و انهاء الانقسام.
– الالتزام بمقاطعة “اسرائيل” وفرض العقوبات عليها وسحب الإستثمارات منها.
– ضرورة رفع الحصار الظالم عن قطاع غزه والشروع بإعادة الإعمار .
-ضرورة العمل الجاد من أجل إطلاق سراح الأسرى والأسيرات الفلسطينين وإلزام “اسرائيل” بتطبيق الإتفاقيات الدولية بخصوصهم خاصه اتفاقيات جنيف.
– ضرورة التصدي للاتجاهات الظلامية التي تمارس إرهابها ضد الشعوب وبخاصة النساء باستخدام الدين، وتعزيز التوجه التقدمي الديموقراطي في مواجهتها.
قبل أن أنهى أوجه التحية إلى كل نساء العالم وخاصة النساء الكادحات المقهورات ……
إلى نسائنا في الوطن العربي اللواتي يتعرضن لأبشع أنواع الفكر المتطرف إلى النساء الفلسطينيات.
إلى النساء الفلسطينيات
على أمل أن يكون اذار القادم وهن أقرب إلى الحرية والعدالة والمساواة.
ففي شهر أذار نمتدّ في الأرض
في شهر أذار تنتشر الارض فينا
مواعيد غامضة
واحتفالا بسيطا
ونكتشف البحر تحت النوافذ
والقمر الليلكيّ على السرو
في شهر أذار ندخل أول سجن وندخل أول حبّ .
شكرا لكم جميعا
الحرية لأسرانا الأبطال