كلمة اتحاد لجان المرأة في الوقفة التضامنية مع الاسيرات والاسرى
تحية الوطن للجميع
نوجه تحياتنا الي جميع الاسيرات والأسرى في سجون الاحتلال كما نثمن صمودهم وصمود ومعاناة عائلاتهم في ظل قسوة الظروف التي يعيشها الاسيرات والأسرى
نقف اليوم لنذكر المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بما تتعرض له الاسرى والاسيرات خلف القضبان.
كانت ولا زالت المرأة الفلسطينية تشكل نموذجاً نضالياً لكافة نساء العالم، تقدمت الصفوف في كافة المراحل وفي جميع المعارك الوطنية التي خاضها الشعب الفلسطيني لنيل حريته
فمنذ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطيني عام 1967 وحتى نيسان/ أبريل2011 سجل اعتقال الاحتلال لـ 16 ألف امرأة فلسطينية، من بينهن 850 امرأة اعتقلن خلال انتفاضة الأقصى (سبتمبر2000 -2005)، بينهن أمهات وفتيات قاصرات تقل أعمارهن عن 18 عاماً، فيما لا تزال تقبع في سجون الاحتلال نحو39أسيرة وبينت الهيئة، في بيان، أن من بين الأسيرات 28 أسيرة محكومة بأحكام متفاوتة يصل أعلاها الى 16 عاما، و8 أسيرات موقوفات، فيما لا تزال اسيرتان قيد الاعتقال الإداري، وهن: والأسيرة آلاء بشير من قلقيلية، وشروق البدن من بيت لحم.
يتعرضن الاسيرات داخل السجون بشكل يومي للضرب والاهانة والتنكيل من قوات الاحتلال وفي حال تم نقل الأسيرة إلى مركز طبي لمعالجتها- وهذا نادراً ما يحصل- بعد أن يشتد المرض عليها، تقوم الطواقم الطبية الصهيونية بالاعتداء على الأسيرات بالضرب والشتم من قبل الأطباء والممرضين الإسرائيليين مثلما حصل مؤخراً مع الأسيرة المقدسية “إسراء جعابيص” والاسيرة التي انتصرت على السجان هبه اللبدي بعد اضراب دام 42 يوما .
إن خلف تلك القضبان الحديدية الكريهة حكايات وقصص وآهات وآلام ودموع ووجع عميق، وخلف كل قصة تفاصيل مؤلمة وهموم واسعة، موت بطيء تتقاسمه الأسيرات الفلسطينيات في معتقلات الصهاينة النازيين الذين يساومون الأسيرات حتى على تبديل ملابسهن كعقاب قوي رادع في مقابل التوقيع على اعترافات….نحن أمام وضعٍ إنسانيّ خطير لم يجد الأسرى فيه سبيلاً إلى مواجهته إلا بالدفاع عن كرامتهم وعن حقوقهم العادلة بخطوات احتجاجية متواصلة وأهمها خوض معركة الإضراب المفتوح عن الطعام رفضاً لهذه السياسات، والتي تستدعي منا أن نتحمل مسئولية إنقاذ الأسرى من هذه المعاناة.
والنيل من رموز وقادة العمل الوطني مثل النائب في المجلس التشريعي خالدة جرار لن يثنيها عن دورها النضالي والمجتمعي بل يزدها قوة وإصرار
لذلك فإننا نَهيب بالمنظمات الدولية ومنظمة الصليب الأحمر الدوليّ والمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان التدخلَ الفوريَّ والعاجل من أجل ممارسة دورها المفترض تجاه الأسرى، والضغطَ لوقف هذه الممارسات بحق الاسيرات والأسرى المخالفةِ للقوانين الدولية ولمبادئ حقوق الانسان، وفي مقدمتها القيام بالإجراءات التالية:
أولا: ندعو المنظمات الدولية إلى بذل الجهود من أجل تدويل قضية الأسرى في المحافل العالمية كافةً، وإلى فضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في حقّ الأسرى الأبطال وخصوصاً (سياسة الإهمال الطبي التي أدت إلى استشهاد عشرات الأسرى في السنوات الأخيرة ، والذي يتعرض له في هذه الاثناء الأسير سامر العربيد ، وسياسة الاعتقال الإداري بدون أي محاكمة والتي أصبحت سيف مسلط على مئات المناضلين الفلسطينيين، وسياسة العزل في أوضاع اعتقاليه صعبة، واعتقال الأطفال القاصرين والنساء وكبار السن في أوضاع اعتقاليه صعبة، فضلاً عن استمرار الاقتحامات واعتداءات وحدات القمع على الأسرى داخل الأقسام..
ثانيا : نطالب المؤسسات الدولية بضرورة التدخل الفوري من أجل إنقاذ حياة عدد من الأسرى المضربين عن الطعام، الذين يخوضون هذه المعركة رفضًا لسياسة الاعتقال الإداري بحقهم وهم : الاسير إسماعيل علي والاسير احمد زهران والاسير مصعب الهندي.
ثالثا: ندعو الصليب الاحمر للتدخل العاجل لإيقاف سياسة منع الزيارات ضد بعض الاسرى لفترات طويلة تصل إلى شهور وببعض الحالات تتجاوز ال 6 أشهر وتصل إلى أكثر من عام بالاضافة الى سياسية التعذيب والتنكيل بحق عائلات الاسرى على بوابات السجون.
رابعا: – ندعو المؤسسات الحقوقية والمنظمات الإنسانية، وفي مقدمها المجلس الدولي لحقوق الإنسان، لإدانة مثل هذه السياسات الفاشية، والضغط على دولة الاحتلال لإطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين في زنازين الاحتلال وسجونه.
هؤلاء الاسيرات ومعهن الأسرى الفلسطينيون هم أسرى حرية وليسوا سجناء جنائيين، ويجب أن تنطبق عليهم اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بمعاملة الأسرى والجرحى، ومنها عدم محاكمتهم أمام محاكم عسكرية. هن نجمات فلسطين، منابع العطاء لذلك يحظين باحترام وتقدير وتبجيل أبناء مجتمعهن الذين ينظرون لهن نظرة الإجلال والإكبار. هؤلاء هن الأسيرات الصامدات الحالمات بمستقبل يتمكن فيه من العيش بحرية وكرامة مع عائلاتهن في وطن حر دون وجود سجون ولا احتلال.
الحرية كل الحرية لأسرانا البواسل وسنستمر في النضال حتى الحصول على الحرية والاستقلال
اتحاد لجان المرأة الفلسطينية