الصحة النفسية لدى النساء – ثمن مضاعف وفجوة اكبر
بقلم: الدكتورة سماح جبر
ان النساء معرضات للاضطرابات النفسية الشائعة كالقلق والإكتئاب والاضطرابات جسدية الشكل نفسية المنشأ (الجسدنة) بنسبة تقارب ضِعف الرجال وهذه الظاهر تعزى إلى عدة أسباب أحدها التفسير الهرموني وكل متعلقات الصحة الانجابية كالحمل والولادة وبلوغ سن الأمل، وكذلك يلعب الدور الاجتماعي عاملا مهما، حيث تتعرض الإناث إلى عنف وضيم بنسبة أكبر من الذكور في المجتمعات الأبوية بشكل عام، كما أن استقلالهن المادي أقل من الذكور، فهذا الضعف في الدور الاجتماعي لديهن يجعلهن تحت عوامل ضغط نفسي أكبر، ناهيك عن العنف الذي تتعرض له النساء في مجتمعنا بأشكاله المختلفة.
وبالرغم من عدم حتمية وقوع المرأة باضطراب نفسي متعارف عليه كالقلق والإكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة نتيجة للعنف إلا أنه مؤذ جدا وهدام نفسيا ويترك ندوبا في دماغ تلك المرأة ويسيء إلى صورة الذات لديها على المدى الطويل.وبالرغم من تلك المعدلات المرتفعة للاضطرابات النفسية لديهن تتجه النساء لتلقي الخدمات العلاجية بنسبة أقل بكثير من المتوقع والمفروض.
فالبيانات الموجودة في العيادات النفسية تظهر أن ثلثي المراجعين هم من الرجال! وإن كان يدل هذا على شيء فإنه يدل على وجود عقبات تمنع وصول النساء للخدمة العلاجية، فعلى سبيل المثال تقول بعض النساء أنها تضطر إلى الهروب من أهل زوجها لتتمكن من المجيء، أو أن زوجها قد تدخل وأوقف الأدوية، أو يتم منعها من العلاج من قبل الأهل خشية فوات فرصتها في الزواج فيما بعد وقد تحجم النساء عن الكشف عن الإيذاء العنيف ما لم يسأل الأطباء عن ذلك مباشرةً.
نحن نعلم أن من يتلقى الخدمات النفسية يتعرض للوصمة الاجتماعية والتمييز ضده، ولكن إن كان هذا الشخص أنثى فإن الثمن الاجتماعي سيكون مضاعفا بالنسبة لها.