والدة الطفلة جنى: ابنتي اصبحت قوية بسبب الدعم النفسي

والدة الطفلة جنى: ابنتي اصبحت قوية بسبب الدعم النفسي

الشمال- بيت لاهيا , اتحاد لجان المرأة الفلسطينية / لم تعود الطفلة الفلسطينية (جنى) ذات العشرة أعوام انطوائية، وتخاف من التعبير عن رأيها،  بعدما تلقت دعمًا نفسيًا متواصل على يد متخصصات ضمن “مشروع نظم الدعم النفسي والاجتماعي للمرأة والطفل في قطاع غزة “، والذي جرى تنفيذه من قبل اتحاد لجان المرأة الفلسطينية بهدف تحسين الحالة النفسية للنساء والأطفال في قطاع غزة.

وتعيش جنى  مع عائلتها محدودة الدخل والمكونة من ستة أفراد، وهي أوسطهم  في بيت لاهيا منطقة العكلوك ، وتسكن في منزلاً متواضعاً للغاية بالايجار، وتتلقي تعليمها الابتدائي بإحدى مدارس المنطقة  , وتعاني مشاكل بالعظام شخص على انه روماتايد  منذ ولادتها يجعلها تتجنب المشاركة باللعب مع ذويها خوفا منتعرضها للاذى ، الأمر الذي جعلها تتعرض بشكل مستمر لتنمر من أقرانها الأطفال، ما تسبب لها مشكلات نفسية أبرزها الانطواء والخوف والقلق.

ومما زاد الأمر سوء المشاكل الأسرية بين الأب والأم وقيام الشرطة بحبس والدها على خلفية ذمم مالية نتيجة عدم مقدرتهم على دفع ايجار المنزل  ، الأمر الذي سبب لها تدهوراً في حالتها النفسية.

ورغم كل الظروف التي مرت فيها جنى  إلا أن، ملامحها كانت دائما تؤكد أنها قوية وستتغلب على كل المشاكل التي مرت فيها, لا سيما  وأن ذلك الأمر كان ملاحظ عليها مع أول زيارة لطاقم المشروع لها  أثناء تعبئة الاستبيان الخاص بتنفيذ الأنشطة ، والذي باشر على الفور بإجراء تدخلات سريعة من خلال دمجها ضمن جلسات العلاج الجماعي للأطفال وفق دليل “حواء الزهرة للاطفال”، والعمل على كسر حالة الانطوائية لديها، عبر مشاركتها في أنشطة وتكليفها بمهام قيادية تتناسب مع عمرها.

ووجدت جنى مساحة واسعة لنفسها في التعبير عن مشاعرها خلال جلسات الدعم النفسي، التي استخدم فيها نظام “التعبير الإيجابي” و”أسلوب التحفيز على المشاركة والنمذجة”، وهو ما أكدته والدتها بعدما تلقت هي أيضا سلسلة جلسات فردية وجماعية أكسبتها عدة مهارات حياتية خاصة في التعامل مع طفلتها.

وتقول والدة  جنى ” في بداية الأمر كنت قلقة على ابنتي ومستقبلها خاصة بانها تعاني من مشاكل صحية , توترت أكثر نتيجة الضغط النفسي الذي عايشتها فأنا أحبها واتمنى لها الافضل دوما”.

وأضافت”لكن الأمر الآن وبعد جلسات الدعم النفسي اختلف تماماً فأنا لا أشعر إلا بحب جنى واليوم أقدم لها كافة أنواع الدعم لتستمر في حياتها، أنا جداً سعيدة بما وصلت له جنى من تقدم في حالتها خاصة وأنها أصبحت تثق بنفسها بطريقة جميلة وقوية بذات الوقت،
وأصبحت تحاول السير التركيز على تكوين صداقات بالمنطقة والخروج من المنزل واللعب معهم ولم تعد تخاف ، ولم تعد ترتبك إذا تعرضت لسخرية من أطفال المنطقة، جنى  تغيرت إلى الأفضل”.