بيان اتحاد لجان المرأة الفلسطينية خلال وقفة إسنادية للأسرى والأسيرات

بيان اتحاد لجان المرأة الفلسطينية خلال وقفة إسنادية للأسرى والأسيرات

عوائل الشهداء والأسرى
الأخوات والأخوة في القوى الوطنية والإسلامية ولجنة الأسرى
الأخوات والرفيقات في مؤسسات وأطر واتحادات المرأة
الرفيقات في اتحاد لجان المرأة
الأعزاء في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة
الحضور الكرام كلٌ باسمه ولقبه
في البداية، نتوجه بتحية إجلال وإكبار إلى الشهداء الأبطال الذين ارتقوا صباح اليوم في مخيم عقبة جبر بمدينة أريحا المحتلة. لينضموا إلى قافلة طويلة من الشهداء التي روت ثرى فلسطين. إن هذه الجريمة الصهيونية الجديدة تؤكد على أن خيار المقاومة هو الخيار الأنجع والأقدر على دحر هذا العدوان. وإن دماء المقاومين الطاهرة اليوم توجه رسائل لشعبنا وقواه بأن يوحدوا صفوفهم حتى يتصدوا لهذا العدوان موحدين.

الحشد الكريم،،،
في خضم المعركة البطولية المفتوحة التي يخوضها شعبنا ضد العدو الصهيوني المجرم على امتداد فلسطين وداخل قلاع الأسر، تواصل الحركة الأسيرة صنع ملحمتها الخاصة لمواجهة إجراءات ما تُسمى إدارة مصلحة السجون، حيث تتصدى الحركة الأسيرة على مدار الساعة لسياسات التنكيل والقمع التي تشنها الإدارة ضدهم. والتي من المتوقع أن تتوسع وتتصاعد في الأيام القادمة بعد تهديداد المجرم بن جفير بسحب انجازات الأسرى، وبتشديد الهجمة عليهم. وقد سجلت الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال حالة صمود أسطورية، واجهن خلالها الهجمة الاحتلالية التي توسعت وتمنهجت في الساعات الأخيرة. فما زالت المرأة الفلسطينية الأسيرة تنُسج خيوط الحرية والنصر، بسجل تضحوي ونضالي حافل مكلل بعشرات النماذج النسوية التضحوية التي تستحق الاحتفاء لما قَدمن من شجاعة منقطعة النظير، وقوة صمود وتحمل هائلة في مواجهة الحملة الصهيونية المسعورة التي تشنها على الأسيرات.
هذه الهجمة التي كان أبرز سماتها هذا العام باعتقال الاحتلال عشرات النسوة الفلسطينيات منذ بداية العام شملت المعلمات والطالبات والأمهات والعاملات وربات البيوت، و ممارسة مختلف أنواع التعذيب الجسدي والنفسي بحقهن داخل سجون الاحتلال.

الحشد الكريم،،،
يواصل العدو الصهيوني انتهاكاته الخطيرة والإجرامية لحقوق الأسيرات الباسلات، حيث تستمر ما تُسمى إدارة مصلحة السجون في حرمان الأسيرات من أبسط حقوقهن، واحتجازهن في ظروفٍ غير صحية، مما تسبب لهن بأضرارٍ صحيةٍ ونفسية، كما تمارس ضدهن سياسة العزل، وحرمانهن من حقهن في رؤية العائلة، واحتجازهن أيام وأشهر في التحقيق، وتعرضهن للتعذيب النفسي والجسدي والعزل لفتراتٍ طويلة، واستمرار احتجاز القاصرات والحوامل والمريضات والمصابات، إضافةً لسياسة الاهمال الطبي التي تنتهجها بحق عشرات الاسيرات خاصة الأسيرة المناضلة إسراء الجعابيص. حيث يمتنع هذا العدو الفاشي عن توفير العلاج الطبي اللازم للمعتقلات أو نقلهن إلى المستشفيات لتلقي العلاج المناسب. كما يواصل الاحتلال على الدوام تنصله من التزاماته تجاه حقوق الأسيرات، وتراجعه عن تقديم العديد من المواد الأساسية للأسيرات، ومنع عدد من الأسيرات من حقن في زيارة العائلة بحجة الدواعي الأمنية، وصولاً لمنع أمهات من رؤية أبنائهن وإن حدثت الزيارة فتكون لدقائق معدودة، وعزل العديد من الأسيرات كما حدث مؤخراً مع ممثلة الأسيرات، واقتحام الأقسام، وفرض غرامات باهظة على الأسيرات، وغيرها من الممارسات.

إننا في اتحاد لجان المرأة الفلسطينية ومعنا جماهير شعبنا إذ نتوجه بتحية فخر واعتزاز للأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال، فإننا نؤكد على التالي:

أولاً/ نشيد بصمود الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال، ونوجه تحية عز وفخار للباسلات المقاتلات من أجل الحرية في قلاع الأسر، وهن يخضن ببسالةٍ وإصرار عنيد معارك الإرادة والصمود، محققات أعظم ملاحم النضال والبطولة في مواجهة إجراءات الاحتلال. وفي هذا السياق نعبّر عن مساندتنا الفعلية والكاملة والمبدئية والأصيلة لتلك المناضلات، اللاتي يتقدمن الصفوف، ويخضن معركة البطولة والشرف بالنيابة عن النساء الفلسطينيات.

ثانياً/ نُحمّل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن الظروف المأساوية والمعاملة القاسية والمهينة التي تتعرض لها الأسيرات داخل السجون، بما في ذلك العنف الجسدي والنفسي، وتعمد سياسة الإهمال الطبي، والاقتحامات وحملات التفتيش كما حدث في الأيام الأخيرة في سجن الدامون، وما رافقها من فرض حزمة من العقوبات على الأسرى.

ثالثاً/ إن المعركة البطولية التي يخوضها شعبنا الفلسطيني ضد العدو الصهيوني في أزقة المخيمات في جنين ونابلس وأريحا ورام الله وبيت لحم وجبل المكبر، وعلى مفترقات المدن والقرى ومواقع الاحتلال، يجب أن يكون أحد أهم عناوينها هي قضية الأسرى والأسيرات. فقضية الأسرى هي قضية الشعب الفلسطيني كله، وتستحق الأسيرات منا جميعاً ومن الأبطال المقاومين المشتبكين أن نشعل الأرض لهيباً وانفجاراً تحت أقدام هذا العدو الصهيوني المجرم.

رابعاً/ ندعو المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق حول جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الأسيرات والأسرى.

خامساً/ ندعو وسائل الإعلام المختلفة وخصوصاً الناطقة باللغات الأجنبية إلى تسليط الضوء على معاناة الأسيرات داخل سجون الاحتلال.

سادساً/ نطالب المؤسسات والاتحادات النسوية الدولية إلى تكثيف أنشطتهم وحملات الإسناد والتضامن مع الأسيرات الفلسطينيات، وإلى تَحمّل مسؤولياتهم في فضح جرائم الاحتلال التي ترتكب بحق الأسيرات.

سابعاً/ ندعو مؤسسات الأمم المتحدة إلى الضغط لإلزام العدو الصهيوني على الاستجابة لقرارات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، بوقف سياسة التعذيب والمعاملة اللانسانية بحق الأسيرات، ووقف الاعتداء الجسدي والنفسي ضدهن. إن سياسة الصمت التي تنتهجها المؤسسات الدولية إزاء هذه الجرائم تعطي الاحتلال ضوء اخضر لمواصلة ارتكاب هذه الجرائم وتوسيعها.

ثامناً/ إن إقدام الاحتلال على اقتحام منزل المناضلة الحقوقية سناء سلامة زوجة الأسير القائد وليد دقة في مدينة باقة الغربية في الداخل المحتل والعبث بمحتوياته، يُعبّر عن عقلية سادية وإجرامية، ويعكس مدى وحجم الحقد لهذا العدو المجرم بحق شعبنا ومناضليه ونسائه، وفي الوقت ذاته يؤكد على حالة التخبط والعجز في التصدي للهوية والرواية الفلسطينية أو السردية الفلسطينية لعالم السجن الموازي، والتي نجح خلالها الأسرى في نقل معاناتهم والأدب المقاوم إلى العالم أجمع.

الحضور الكرام،،،
في الختام، إننا على ثقة عالية بقدرة الأسيرات الفلسطينيات على مواجهة هذه الهجمة الصهيونية المسعورة بحقهن. وإننا في اتحاد لجان المرأة الفلسطينية ومعنا جميع المؤسسات النسوية الفلسطينية، وكافة المؤسسات الوطنية والمجتمعية بل وكافة أبناء شعبنا لن نتخلى عنكن، وسنخوض كل أشكال النضال من أجل إنهاء معاناتكن، وصولاً للتحرير.

المجد للشهداء.. والمجد والفخار والحرية لجميع الأسيرات والأسرى
وإننا حتماً لمنتصرون

اتحاد لجان المرأة الفلسطينية