الاتحاد يعقد مؤتمرا بعنوان “تجربة النساء في المجالس البلدية”

الاتحاد يعقد مؤتمرا بعنوان “تجربة النساء في المجالس البلدية”

عقد اتحاد لجان المرأة الفلسطينية مؤتمرا في محافظة الوسطى بعنوان تجربة النساء في المجالس البلدية في جمعية الهلال الأحمر في دير البلح وذلك ضمن مشروع النساء والمشاركة السياسية بدعم وتمويل من المساعدات الشعبية النرويجية .


أكد المشاركون على ضرورة تفعيل المشاركة السياسية للمرأة في الهيئات المحلية مؤكدين على ضرورة أن تعي المرأة بحقوقها وأن تسعى إلى تمكين نفسها وأخذ دورها الفعال وإبراز الدور الذي تقوم به إعلاميا .


افتتحت المؤتمر تغريد درويش منسق ميداني لمحافظتي الوسطى والجنوب الذي يحمل عنوان “تجربة النساء في المجالس البلدية ” والذي يهدف إلى تعزيز دور النساء في المجالس البلدية من خلال رفع مستوى الوعي لديهن وإعدادهن ودعمهن في انتخابات المجالس البلدية إلى جانب تعزيز دورهن السياسي في الأحزاب السياسية .


استهلت الأستاذة حنان أبو مشايخ عضوة في مجلس البلدية ورقتها بالحديث عن تطور المجالس البلدية والمحلية في فلسطين دون ربطه بتطور وضع المرأة متطرقة إلى الحقبة الجديدة بعد قدوم السلطة وتشكيل وزارة الحكم المحلي ونظام الكوته بفرض مقعدين لكل مجلس بلدي على الأقل وهذا لا يوازي عطاءها وتضحياتها.


وتحدثت عن الأسباب التي قلصت دور المرأة وأثرت على أدائها وهي حصر دور المرأة في المجالس البلدية للعمل في وحدة المرأة والطفل إلى جانب عدم إعطاء المرأة الحرية الكاملة في العمل وممارسة الأنشطة وتنظيم الفعاليات وعقد الاجتماعات وعدم توفير موازنات وأماكن خاصة لتنفيذ البرامج .


وطالبت أبو مشايخ بإبعاد البلدية بخدماتها عن الحزبية والفصائلية دون التطرق للدور المناط على المرأة في تحقيق ذلك داعية كل الجهات بدعم المرأة العضو في المجالس المحلية .


بدوره تحدث الدكتور محمد النجار رئيس مجلس بلدية المغازي عن موقع الهيئة المحلية من المجتمع التي بعلاقة صادقة بالمواطن حيث تقدم خدمات حياتية يومية له لا يمكن الاستغناء عنها وتركز في عملها على العلاقة القائمة على الثقة والمشاركة مع جمهور .


وأكد على أن المرأة هي المبلورة لثقافة المجتمع عن طريق تنشئة الجيل وتستطيع تغيير كل الظواهر السلبية التي علقت في أذهاننا والمحبطة لدور المرأة لكنها تحتاج لوضع سياسات وآليات تساعد في الاستفادة منها ويجب على البلدية البحث فيها وتعزيز دور العضوات في المجلس البلدي للاستفادة منها .


في حين أكد الدكتور شاكر جودة أكاديمي في جامعة القدس المفتوحة على أهمية المشاركة السياسية للمرأة في المستويات المختلفة لعملية صنع القرار وتكمن بإتاحتها المجال أمام النساء بأن تشارك بشكل فعال في وضع الخطط والبرامج و السياسات والمشاركة في تنفيذها والإشراف عليها وتوجيهها وتقيمها ، مما يعود بالفائدة ليس على النساء فقط وإنما على المجتمع بشكل عام .إن شكل المشاركة وقيمتها وأثرها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بشكل وطبيعة الآليات الديمقراطية السائدة في المجتمع ، مما يؤدي إلى عدم تمركز القوة بيد فئة دون الأخرى ، بل سيتيح ذلك توزيع مصادر القوة داخل المجتمع .


ونوه أنه في ظل الثقافة السائدة في فلسطين التي قسمت العمل على أساس الجنس، تبدو المشاركة السياسية صعبة ومعقدة مشيرا إلى أن وضع مشاركة المرأة في الحياة السياسية في فلسطين لا يزال في بداياته على الرغم من حجم التضحيات التي قدمتها المرأة الفلسطينية على مدار التاريخ الفلسطيني .

في حين قال الدكتور شاكر جودة تعد المشاركة السياسية واحدة من أهم مؤشرات ودلالات التنمية في أي مجتمع، إذ لا يمكن الحديث عن التنمية بمفهومها الشامل دون التطرق لموضوعة المشاركة السياسية، في الوقت الذي لا يمكن فيه الحديث عن التنمية دون التعرض لدور المرأة في هذه التنمية، وسعيها من أجل التأثير في خطط ومشروعات التنمية من خلال قنوات المشاركة السياسية، وعليه فإن درجة مشاركة المرأة وفاعليتها تنعكس إيجاباً في السياسات التنموية، مع ضرورة التأكيد على أن أية محاولة لفهم ودراسة التغير الاجتماعي لا يمكن عزلها عن دور المرأة باعتبارها تمثل أكثر من نصف المجتمع.